البحث العلمي

إن الفعالية الفريدة من نوعها لمقاربة السلام القائمة على الدماغ في منع العنف الاجتماعي والإرهاب والحرب تؤكدها أكثر من خمسين عرض وثلاثة وعشرين دراسة علمية. وقد تم فحص هذا البحث بعناية من قبل علماء مستقلين وتم قبولها للنشر في المجلات الرائدة، والمجلات الأكاديمية بعد استعراض النظراء. وفي كل حالة من هذه الحالات، نتج عن استخدام هذه المقاربة انخفاضاً ملحوظاً في الجريمة والعنف الاجتماعي والإرهاب والحروب، وزيادة السلام والإيجابية في المجتمع.

انخفاض في العمليات الإرهابية والحرب

أجري خلال ذروة حرب لبنان اختبارا تجريبيا حاسما حول التأثير المجتمعي للمقاربة القائمة على الدماغ من أجل السلام. وأظهرت دراسة يومية حول تجمع ممارسي التأمل التجاوزي والذي استمر لمدة شهرين في إسرائيل في عام 1983 أنه في الأيام التي كان فيها عدد المشاركين في التجمع (“حجم مجموعة ممارسي التأمل التجاوزي”، على اليمين) مرتفعاً، انخفضت وفيات الحرب في البلد المجاور لبنان بنسبة 76٪ (.(p=.0006 وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الجريمة وحوادث المرور والحرائق وغيرها من مؤشرات التوتر المجتمعي في إسرائيل (مجتمعة في مؤشر مركب) والتغيرات في حجم مجموعة ممارسي التأمل التجاوزي. أما الأسباب الأخرى المحتملة (عطلة نهاية الأسبوع، والعطلات، والطقس، وما إلى ذلك) فقد تم استبعادها احصائياً (مجلة حل النزاع ٢٣: ٧٧٦-٨١٢، ١٩٩٨) [2].

الدراسات المتكررة لدراسة لبنان

وقد تكررت هذه النتائج لاحقا في سبع تجارب متعاقبة خلال فترة سنتين خلال ذروة حرب لبنان. أتت نتائج هذه التدخلات على الشكل التالي:

  • انخفاض عدد الوفيات المرتبطة بالحرب بنسبة 71% (p < 10-10)
  • انخفض عدد إصابات الحرب بنسبة 68% (p < 10-6)
  • انخفاض مستوى النزاع بنسبة 48% (p < 10-8)
  • ازدياد التعاون بين الخصوم بنسبة 66% (p < 10-6)

ان احتمال أن تستند هذه النتائج مجتمعة إلى عامل الصدفة هو أقل من جزء واحد في 1019, مما يجعل هذا التأثير في الحد من التوتر المجتمعي والنزاع الظاهرة الأكثر رسوخاً في تاريخ العلوم الاجتماعية (مجلة السلوك الاجتماعي والشخصية 17(1): 285–338, 2005) [3].

بالإضافة إلى ذلك، أجريت دراسة بأثر رجعي من خلال تحليل بيانات جمعتها مؤسسة راند، وهي مؤسسة بحثية مستقلة، حول التأثير العالمي على الإرهاب لثلاث تجمعات كبيرة والتي عقدت من أجل خلق السلام في الغرب. وكشفت البيانات عن انخفاض بنسبة 72٪ في الإرهاب العالمي خلال انعقاد التجمعات الثلاث في آن واحد، بالمقارنة مع جميع الأسابيع الأخرى وذلك خلال مدة سنتين. وجاءت النتيجة بحسب التقديرات، فعندما اقترب عدد المشاركين في هذ التجمعات نحو ٨٠٠٠ أو تجاوزه نتج عن ذلك تأثيراً في السلام العالمي. استبعدت الدراسة احتمال أن يكون هذا الانخفاض في الإرهاب بسبب الدورات أو الاتجاهات أو الانجرافات في التدابير المستخدمة أو التغيرات الموسمية (مجلة إعادة تأهيل الجناة 36 (1-4): 283-302, 2003  و المراجع) [17].

انخفاض في الجريمة والتوتر الاجتماعي

Photo

وقد تم اختبار فعالية المقاربة القائمة على الدماغ من أجل السلام للحد من الجريمة والتوتر الاجتماعي وتحسين فعالية الحكومة في مشروع تجمع وطني في واشنطن العاصمة من 7 حزيران/يونيو إلى 30 تموز/يوليو 1993.

وفي هذا الاختبار الذي أجري بعناية ودقة، ارتفع عدد المشاركين في التجمع من أجل خلق التماسك من 800 إلى 4000 خلال مدة شهرين. وعلى الرغم من أن جرائم العنف قد زارت بشكل ثابت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، ولكن بعد وقت قصير من بدء الدراسة، بدأت الجرائم العنيفة (حسب مكتب التحقيقات الاتحادي للإحصاءات الجنائية الموحدة) في الانخفاض واستمرت في الانخفاض حتى نهاية الاختبار (بلغ الحد الأقصى للانخفاض 23.3٪)، وبعد ذلك بدأت في الارتفاع مجدداً. إن احتمال أن يعود هذا التباين في مستويات الجريمة إلى عامل الصدفة هو أقل من أجزاء من البليون ( بحوث المؤشرات الاجتماعية: 153 – 2019، 1999 47)  [1].

هذا ليس سوى عدد قليل من أكثر من خمسين عرض و ثلاثة وعشرين دراسة علمية تم نشرها حول هذه المقاربة القائمة على الدماغ وتأثيرها على المجتمع. وتدعم هذه الدراسات أكثر من 350 دراسة أخرى تم نشرها من قبل النظراء حول الفوائد الفردية والمجتمعية لتقنيات الوعي القوية هذه، والتي أجريت في أكثر من 200 جامعة ومعهد أبحاث مستقل في 30 بلداً. إن هذه المجموعة الواسعة من البحث العلمي تشير إلى أن هذه المقاربة القائمة على الدماغ من أجل السلام هي من أكثر التكنولوجيات الدفاعية الوقائية التي تم اختبارها بدقة وصرامة في العالم اليوم.